بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )
[ آيـــات الــيــوم(99) ]
الأثنين– (10/ذو القعدة/1431هـ) – (18/10/2010م)
سورة آل عمران من الآية: (156) إلى (160)
اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (156) وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (157) وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ (158)
معنى الآيات
ما زال السياق فى أحداث غزوة أحد ونتائجها المختلفة ففي هذه الآية (156) ينادى الله المؤمنين الصادقين في إيمانهم بالله ورسوله ووعد الله تعالى ووعيده يناديهم لينهاهم عن الاتصاف بصفات الكافرين النفسية ومن ذلك قول الكافرين لإِخوانهم في الكفر إذا هم ضربوا فى الأرض لتجارة أو لغزو فمات من مات منهم أو قتل من قتل بقضاء الله وقدره، لو كانوا عندنا أي ما فارقونا وبقوا في ديارنا وماتوا وما قتلوا وهذا دال على نفسية الجهل ومرض الكفر، وحسب سنة الله تعالى فإن هذا القول منهم يتولد، لهم عنه بإذنه تعالى غم نفسي وحسرات قلبية تمزقهم وقد تودى بحياتهم، وما درى أولئك الكفرة الجهال أن الله يحيى ويميت، فلا السفر ولا القتال يميتان، ولا القعود في البيت جبناً وخوراً يحيى وقوله تعالى في ختام هذه الآية: {والله بما تعملون بصير} فيه وعد للمؤمنين إن انتهوا عما نهاهم عنه إن لم ينتهوا فيجزيهم بالخير خيراً، وبالشر إن لم يعف شراً.
أما الآية (157) فإن الله تعالى يبشر عباده المؤمنين مخبراً إياهم بأنهم إن قتلوا في سبيل الله أو ماتوا فيه يغفر لهم ويرحمهم وذلك خير مما يجمع الكفار من حطام الدنيا ذلك الجمع للحطام الذي جعلهم يجبنون عن القتال والخروج فى سبيل الله
وفي الآية (158) يؤكد تلك الخيرية التى تضمنتها الآية السابقة فيقول: {ولئن متم أو قتلتم} فى سبيلنا {لإِلى الله تحشرون} حتما، وثم يتم لكم جزاؤنا على استشهادكم وموتكم في سبيلنا، ولنعم ما تجزون به فى جوارنا الكريم.
هداية الآيات
1- حرمة التشبه بالكفار ظاهراً وباطناً.
2- الندم يولد الحسرات والحسرة غم وكرب عظيمان، والمؤمن يدفع ذلك بذكره القضاء والقدر فلا يأسى على ما فاته ولا يفرح بما آتاه من حطام الدنيا.
3- موتة فى سبيل الله خير من الدنيا وما فيها.
2- الندم يولد الحسرات والحسرة غم وكرب عظيمان، والمؤمن يدفع ذلك بذكره القضاء والقدر فلا يأسى على ما فاته ولا يفرح بما آتاه من حطام الدنيا.
3- موتة فى سبيل الله خير من الدنيا وما فيها.
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)
معنى الآيات
ما زال السياق فى الآداب والنتائج المترتبة على غزوة أحد ففي هذه الآية (159) يخبر تعالى عما وهب رسوله من الكمال الخلقى الذى هو قوام الأمر فيقول: {فبما رحمة من الله} أي فبرحمة من عندنا رحمناهم بها لنت لهم، {ولو كنت فظاً} أي قاسيا جافاً جافيا قاسى القلب غليظه {لانفضوا من حولك} أي تفرقوا عنك، وحرموا بذلك سعادة الدارين.
وبناء على هذا فاعف عن مسيئهم، واستغفر لمذنبهم، وشاور ذوى الرأى منهم، وإذا بدا لك رأي راجح المصلحة فاعزم على تنفيذه متوكلاً على ربك فإنه يحب المتوكلين، والتوكل الإِقدام على فعل ما أمر الله تعالى به أو أذن فيه بعد إحضار الأَسباب الضرورية له. وعدم التفكير فيما يترتب عليه بل يفوض أمر النتائج إليه تعالى.
أما الآية (160) فقد تضمنت حقيقة كبرى يجب العلم بها والعمل دائما بمقتضاها وهى النصر بيد الله، والخذلان كذلك فلا يطلب نصر إلا منه تعالى، ولا يرهب خذلانه تعالى يكون بطاعته والتوكل عليه هذا ما دل عليه قوله تعالى في هذه الآية {إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وان يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده، وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
وبناء على هذا فاعف عن مسيئهم، واستغفر لمذنبهم، وشاور ذوى الرأى منهم، وإذا بدا لك رأي راجح المصلحة فاعزم على تنفيذه متوكلاً على ربك فإنه يحب المتوكلين، والتوكل الإِقدام على فعل ما أمر الله تعالى به أو أذن فيه بعد إحضار الأَسباب الضرورية له. وعدم التفكير فيما يترتب عليه بل يفوض أمر النتائج إليه تعالى.
أما الآية (160) فقد تضمنت حقيقة كبرى يجب العلم بها والعمل دائما بمقتضاها وهى النصر بيد الله، والخذلان كذلك فلا يطلب نصر إلا منه تعالى، ولا يرهب خذلانه تعالى يكون بطاعته والتوكل عليه هذا ما دل عليه قوله تعالى في هذه الآية {إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وان يخذلكم فمن ذا الذى ينصركم من بعده، وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
هداية الآيات
1- الكمال الخلقي للرسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- فضل الصحابة رضوان الله عليهم وكرامتهم عند ربهم سبحانه وتعالى.
3- تقرير مبدأ المشورة بين الحاكم وأهل الحل والعقد في الأمة.
4- فضل العزيمة الصادقة بالتوكل على الله تعالى.
5- طلب النصر من غير الله خذلان، والمنصور من نصره الله، والمخذول من خذله الله عز وجل.
2- فضل الصحابة رضوان الله عليهم وكرامتهم عند ربهم سبحانه وتعالى.
3- تقرير مبدأ المشورة بين الحاكم وأهل الحل والعقد في الأمة.
4- فضل العزيمة الصادقة بالتوكل على الله تعالى.
5- طلب النصر من غير الله خذلان، والمنصور من نصره الله، والمخذول من خذله الله عز وجل.
5- الذنب يولد الذنب، والسيئة تتولد عنها سيئة أخرى فلذا وجبت التوبة من الذنب فوراً.
وصلة الوورد
إلى اللقاء في الآيات القادمة إن شاء الله
المصدر: كتاب أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للشيخ أبوبكر الجزائري