جرح أليم .. من التدخين رسالة إلى كل مدخّن هذا الجرح الأليم سببه دخان الجهل والخمول ، الاستسلام واليأس ، التخلف والتراجع ، التقليد والتقليل من الاهتمام بمستقبل الأمة .. هذا الدخان الذي استطاع أن يغلب قوة الرجال وأنوثة النساء ، حكمة الحكّام وجمال الفتوّة ، ربيع الأطفال وحلاوة اللسان وسموّ الكلمة .. رغمَ أنه دخان ، بظاهره هش يطير لكنه يترك الأثر الكبير في هدم أكبر رموز الحبّ والحنان بين قلبين متحابين ويترك أكبر سم قاتل لرب أسرة ويهدم طموح أجلَدِ مصارع ومقاتل في حلبة الحياة الحلوة والمرّة .. ترى!! من سيتبرع ليداوي تلك الجراح المنتنة من رائحة التدخين والأجيال التي باتت مجبرة على استنشاقه من غير تأشيرة دخول ، من غيرِ "فيزا" ..! هلّا توقفت ياولدي عن التدخين ؟ ارحم ضعفك وارحم جرحك فإنه يئنّ كما تئن هذه الأمة من دخانك الأسود الذي صببت فيه لجام غضبك ، وتركتنا ننعم بجحيم أنانيتك وبهتان هدفك .. توقّف ياوالدي عن التدخين ، قبل أن أصبح يتيماً على قارعة الطّريق أبحثُ عن ثمن رغيف ٍ أسمر ولحاف ٍ أرغد وغد ٍ أجمل .. وأنتَ يا زوجي العزيز ، أما آن الأوانُ أن تتوبَ عن شرب الحرام وتستبدلهُ بالحلالْ ؟ أما آن الاوانُ أن ترسمَ ابتسامة ً على وجهكَ العبوس الذي طالما اختلطت ملامحه مع رفاتِ دخان سجائرك المرميّة في كل زاوية من زوايا حياتنا التي تمنينا يوماً ، أن نلوِّنها بأرقى الألوان ونحميها من أشباح الضباب ، أما آن الأوان ان تكون رجلاً ولوليومٍ واحد، تثبت لي وللعالم أنكَ زوجي الذي به أفتخر، أنكَ ولي أمري الذي به اثق. يامدخِّن أنت الآن في شِراك المصيدة ، فحاول أن تخرج من ترهات هذه الشراك إلى ضياء الحرية لن يُحرّرك دخان سيجارتك القاتلة بل ستزيدكَ خنوعاً وعبودية، لن يُنجيكَ رمادها بل ستبقى مستأجراً عندها .
تبرّع بتحرير أنفاسكَ من الروائح الكريهة المنتنة والسموم القاتلة تبرّع بتحرير جسدكَ من الأمراض والإصابة بالسرطان والسكتة القلبية تبرّع بتحرير روحكَ من أدران الخبائث ودهاليز الحرام وجحيم النيران اقتربْ من درب النور وكُنْ حرفاً من حروفه وأملاً يُستضاء به وطيفاً من ألوان ربيعه جرحٌ أليم ..من التدخين من يتبرع في النفقة على علاجه والعمل على شفائه من النزيف والسعي للحد من انتشاره والسهر على سلامته سلامة شباب الأمة من سمّها القاتل ....... بقلم :همسة بنت صادق أم البراء
|