بسم الله الرحمن الرحيم
السادة / جميع المسلمين الموحدين بارك الله فيكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي نبينا سيد المرسلين وعلي آله وصحبه أجمعين وبعد :
حديث اليوم / رسالة إلى الأمة الإسلامية ... من مصر المسلمة
معلوم أن الفتنة إذا وقعت واتصل شرها بالعوام فلن يستطيع إطفاءها كل عقلاء الدنيا ، فالذي ينبغي أن يكون ولا يجوز غيره هو توعية الجماهير بالأحكام الشرعية والآداب المرعية ، وذلك بنشر العلم الصحيح بينهم ، وفتح الباب أمام جهود العلماء الربانيين الذين تثق الجماهير في علمهم ودينهم وجعل الله لهم لسان صدق في الناس ، فلن يرجع الناس إلي الحق والعدل إلا أن يعرفوا كلام الله ورسوله وتفسيره علي وجهه الصحيح الذي كان فاشيا في السلف الصالح ، وصار الآن غريباً كل الغربة.
ومعلوم لكل من يقرأ المشهد قراءة صحيحة – حتي ولو على عجل – أن أعدائنا لا يريدون بمصر خيراً ، بل لا يريدون بالإسلام خيراً، ولن ينجينا من هذا إلا أن نرجع إلي الله عز وجل ونطرح أنفسنا علي عتبة عبوديته ، ونستعين به حق الاستعانة بعد بذل الأسباب الصحيحة .
وعلماء الشريعة هم الجهاز المناعي للأمة فيجب تقويته والحرص عليه وما انتصر المسلمون علي أعدائهم كالتتار مثلا إلا لما قام العلماء بدورهم وساندهم الأمراء .
فالعلماء هم الملوك بغير تيجان ، وتنحيتهم عن المشهد خسارة جسيمة ، والله أسأل أن يحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين مما يراد لهم من قبل أعدائهم ، إنه علي كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
وإن أخشى ما يُخشى على "مصر الحبيبة" وأن يسطو على هذا الحراك القوي للشعب الأبيّ.. لصوصُ الثورات؛ الذين قد يخرجون من وسط الجماهير رافعين شعارات للخير والإصلاح، وقلوبهم تخفي الطمع في الغنيمة!!
فحقٌّ على كل مسلم موحّد يثق في نصر الله لعباده، أن يدعو لمصر.. وتونس.. وسائر بلاد المسلمين، بحسن العاقبة في هذه النوازل، وأن يقيّض رب العالمين لها الإصلاح والمصلحين، ويصرف عنها أطماع المتربصين!
لندعُ من قلوبنا الحي القيوم تبارك وتعالى، منزل الكتاب.. مجري السحاب.. وهازم الأحزاب:
أن يحفظ الشعب المصري الباسل، صاحب التاريخ والبطولات، من شر هذه الفتنة، وأن يجعل عاقبتها خيرا..
وأن يزيح من ساحتهم المباركة كل مجرم أثيم؛ يتسلل عبر جموعهم للنهب والسلب والإيذاء..
وأن يأخذ جل وعلا بيد وناصية من سبق في علمه أن صلاح الأمر بيده، ويوفقه ويسدده.
نعم.. نحتاج في خضم هذه الأحداث إلى المتابعات المواكبة للحدث، والاهتمام بالأمر..
ونحتاج إلى المحللين الخبراء الناصحين لمصر والأمة ..
وإلى كل ذي صوت صادق مخلص؛ يذوب قلبه كمدا لما يراه ويسمعه..
لكننا نحتاج مع ذلك، بل أكثر وأهم.. إلى هذا السلاح العظيم المبارك.
الدعاء!
فإن {الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ...}، {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}.
فلنر الله من أنفسنا خيرا باللجوء إليه في هذه المحنة؛ فإن الخير كله بيديه سبحانه.
أتـــهــــزأ بـــالــــدعــــاء وتزدريـــــه وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن لــهــا أمــدٌ وللأمـــد انـــقــضــاء
إنها رسالة إلى الأمة.. من مصر المسلمة .. لو نطقت حروفها لرددت وصية رسول الهدى صلى الله عليه وسلم:
"فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما"..!
--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
اختصرته لكم بتصرف من مقالين لــــ :
--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
مواضيع ورسائل وأحاديث خاطئة لا يجوز نشرها
اضغط على الصورة