بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
( سلسلة تـفـسـيـر وتـحـفـيـظ الـقـرآن الـكـريـم )
[ آيـــات الــيــوم(97) ]
أخواني وأخواتي أعضاء "سلسلة تفسير و تحفيظ القرآن" أحييكم بتحية أهل الجنة "اللهم أجعلنا منهم"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمنياتي للجميع بالخير والسداد والقبول عند رب البرية
ها قد ودعنا شهر رمضان أعاده الله عليكم وعلينا وعلى كافة المسلمين باليمن والبركات وسدد خطاكم
اسأل الله العظيم الجليل القدير أن يتقبل طاعتكم وصلاتكم وصيامكم وأن يجعلنا وإياكم عتاء هذا الشهر المبارك من النار وأن يجمعنا في الفردوس الأعلى عند حوض الحبيب صلى الله عليه وسلم وأن يظلنا تحت عرشه يوم لا ظل الا ظله تبارك وتعالى وأن يجعل جميع أيامكم سعادة ويملأها بخيره جل في علاه. اللهم آمين
وددت أن ابارك لكم قدوم عيد الفطر المبارك جعل الله أيامكم كلها عيد بقربه وطاعته وأثابكم الفردوس الأعلى. اللهم آمين
أعزائي الكرام سوف اتوقف عن ارسال رسائل السلسلة لمدة اسبوع (إجازة العيد) وسأبدأ إن شاء الله ارسالها ابتداءاً من السبت القادم بإذنه تعالى
تقبل الله طاعتكم وغفر لكم وأعتقكم من النار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأربعاء– (29/رمضان/1431هـ) – (08/09/2010م)
سورة آل عمران من الآية: (147) إلى (151)
اللَّهُمَّ اْرْحَمْنيِ بالقُرْءَانِ وَاْجْعَلهُ لي إِمَاماً وَ نُوراً وَهُدى وَرَحْمَه
وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (148)
شرح الكلمات
{الإِسراف}: مجاوزة الحد في الأمور ذات الحدود التي ينبغي أن يوقف عندها.{فآتاهم الله ثواب الدنيا}: أعطاهم الله تعالى ثواب الدنيا النصر والغنيمة.{المحسنين}: الذين يحسنون نياتهم فيخلصون أعمالهم لله، ويحسنون أعماله فيأتون بها موافقة لما شرعت عليه في كيفياتها وأعدادها وأوقتها.
معنى الآيات
فأخبر تعالى فيها عن موقف أولئك الربانيين وحالهم أثناء الجهاد في سبيله تعالى فقال: {وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين}. ولازم هذا كأنه تعالى يقول للمؤمنين لم لا تكون أنتم مثلهم وتقولواْ قولتهم الحسنة الكريمة وهى الضراعة لله تعالى بدعائه واستغفاره لذنوبهم الصغيرة والكبيرة والتي كثيراً ما تكون سببا للهزائم والانتكاسات كما حصل لكم أيها المؤمنون فلم يكن لأولئك الربانيين من قول سوى قولهم ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، فسألوا لله مغفرة ذنوبه وتثبيت أقدامهم في أرض المعركة حتى لا يتزلزلوا فينهزموا والنصرة على القوم الكافرين أعداء الله وأعدائهم فاستجاب لهم ربهم فأعطاهم ما سألوا وهو ثواب الدنيا بالنصر والتمكين وحسن ثواب الآخرة وهى رضوانه الذي أحله عليهم وهم في الجنة دار المتقين والأبرار هذا ما جاء في الآية (148) { فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثوب الآخرة، والله يحب المحسنين }.
هداية الآيات
1- الترغيب في الإتساء بالصالحين في إيمانهم وجهادهم وصبرهم وحسن أقوالهم.
2- فضيلة الصبر والإِحسان، لحب الله تعالى الصابرين والمحسنين.
3- فضيلة الاشتغال بالذكر والدعاء عن المصائب والشدائد بدل التأوهات وإبداء التحسر والتمنيات، وشر من ذلك التسخط والتضجر والبكاء والعويل.
4- كرم الله تعالى المتجلي في استجابة دعاء عباده الصابرين المحسنين.
2- فضيلة الصبر والإِحسان، لحب الله تعالى الصابرين والمحسنين.
3- فضيلة الاشتغال بالذكر والدعاء عن المصائب والشدائد بدل التأوهات وإبداء التحسر والتمنيات، وشر من ذلك التسخط والتضجر والبكاء والعويل.
4- كرم الله تعالى المتجلي في استجابة دعاء عباده الصابرين المحسنين.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151)
شرح الكلمات
{إن تطيعوا الذين كفروا}: المراد من طاعة الكافرين قبول قولهم والأخذ بإرشاداتهم.{يردوكم على أعقابكم}: يرجعوكم إلى الكفر بعد الإِيمان.{خاسرين}: فاقدين لكل خير في الدنيا، ولأنفسكم وأهليكم يوم القيامة.{بل الله مولاكم}: بل أطيعوا لله ربكم ووليكم ومولاكم فإنه خير من يطاع وأحق من يطاع.{الرّعب}: شدة الخوف من توقع الهزيمة والمكروه.{مأواهم}: مقر إيوائهم ونزولهم.{مثوى}: المثوى مكان الثوى وهو الإِقامة الاستقرار.{الظالمين}: المشركين الذين أطاعوا غير الله تعالى وعبدوا سواه.
معنى الآيات
ما زال السياق في أحداث غزوة أحد فقد روى أن بعض المنافقين لما رأى هزيمة المؤمنين في أحد قال في المؤمنين ارجعوا إلى دينكم وإخوانكم ولو كان محمد نبياً لما قتل إلى آخر من شأنه أن يقال في تلك الساعة الصعبة من الاقتراحات التي قد كشف عنها هذا النداء الإِلهي للمؤمنين وهو يحذرهم من طاعة الكافرين بقوله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين} فلا شك أن الكافرين قد طالبوا المؤمنين بطاعتهم بتنفيذ بعض الاقتراحات التي ظاهرها النصح وباطنها الغش والخديعة، فنهاهم الله تعالى عن طاعتهم في ذلك وهذا النهي وإن نزل في حالة خاصة فإنه عام في يأمرون به أو يقترحونه، ومن أطاعهم ردّوه عن دينه إلى دينهم فينقلب: يرجع خاسراً في دنياه وآخرته، والعياذ بالله هذا ما تضمنته الآية (149) وأما الآية (150) فقد تضمنت الأمر بطاعته تعالى، إذ هو أولى بذلك لأنه ربهم ووليهم ومولاهم فهو أحق بطاعتهم من الكافرين فقال تعالى: {بل الله مولاكم} فأطيعوه، ولا تطيعوا أعداءه وان أردتم أن تطلبوا النصر بطاعة الكافرين فإن الله تعالى خير الناصرين فاطلبوا النصر منه بطاعته فإنه ينصركم وفي الآية (151) لما امتثل المؤمنون ربهم فلم يطيعوا الكافرين وعدهم ربهم سبحانه وتعالى بأنه سيلقى في قلوب الكافرين الرعب وهو الخوف والفزع والهلع حتى تتمكنوا من قتالهم والتغلب عليه وذلك هو النصر المنشود منكم، وعلل تعالى فعله ذلك بالكافرين بأنهم اشكروا به تعالى آلهة عبدوها معه لم ينزل بعبادتها حجة ولا سلطاناً وقال تعالى: {سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب بما اشكروا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأخيراً مأواهم النار تاى محل إقامتهم النار، وذم تعالى الإِقامة في النار فقال ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين، يريد النار بئس المقام للظالمين وهم المشركون.
هداية الآيات
1- تحرم طاعة الكافرين في حال الاختيار.
2- بيان السر في تحريم طاعة الكافرين وهو أنه يترتب عليها الردة والعياذ بالله.
3- بيان قاعدة من طلب النصر من غير الله أذلة الله.
4- وعد الله المؤمنين بنصرهم بعد إلقاء الرعب في قلوب أعدائهم، إذ هم أبو سفيان بالعودة إلى المدينة بعد انصرافه من أحد ليقضىَ عمن بقى في المدينة من الرجال كذا سولت له نفسه، ثم ألقى الله تعالى في قلبه الرعب فعدل عن الموضوع بتدبير الله تعالى.
5- بطلان كل دعوى ما لم يكن لأصحابها حجة وهي المعبر عنها بالسلطان في الآية إذ الحجة يثبت بها الحق ويناله صاحبه بواسطتها.
2- بيان السر في تحريم طاعة الكافرين وهو أنه يترتب عليها الردة والعياذ بالله.
3- بيان قاعدة من طلب النصر من غير الله أذلة الله.
4- وعد الله المؤمنين بنصرهم بعد إلقاء الرعب في قلوب أعدائهم، إذ هم أبو سفيان بالعودة إلى المدينة بعد انصرافه من أحد ليقضىَ عمن بقى في المدينة من الرجال كذا سولت له نفسه، ثم ألقى الله تعالى في قلبه الرعب فعدل عن الموضوع بتدبير الله تعالى.
5- بطلان كل دعوى ما لم يكن لأصحابها حجة وهي المعبر عنها بالسلطان في الآية إذ الحجة يثبت بها الحق ويناله صاحبه بواسطتها.
وصلة الوورد
إلى اللقاء في الآيات القادمة إن شاء الله