الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

التهمة رجل

 
خالد حربى ( التهمة رجل )
بقلم الأخ / خالد الشافعى


خالد حربى ربما لا يعرفه ألوف الملايين من المسلمين،  ربما أنت أيها القارىء الكريم لا تعرفه ولكن الأكيد أن ربه يعرفه .
خالد حربى ، أنا أيضاً لا أعرفه ولم ألتقيه يوماً لكن قرأت وسمعت كما قرأ وسمع المكلومون ، قرأنا وسمعنا أنهم اعتقلوه فجر أمس بأشرف تهمة فى التاريخ ، تهمة خالد حربى هى أنه يساعد من دخل فى الإسلام ويهتم بأمره ، تصوروا ؟؟

  يقضى على المرء أيام محنته               حتى يرى حسناً ماليس بالحسن
نحن لا نراه الآن ولكن الذى جاهد فيه ، وسُجن فيه يراه ، والظن بالرب الكريم أن يثبته  ويربط على قلبه ، وأن يحفظه وأن يكون له ناصراً يوم فقد الناصر، وأن يكون له معيناً لما فقد المعين .
خلف أسوار السجن يقبع خالد حربى مدير موقع المرصد الإسلامى لمقاومة التنصير ، شريف آخر غيبته السجون لأنه شريف ، لأن عنده نخوة ،  لأنه يقوم بما كان فرضاً لازماً على الدولة أن تقوم به ، الدولة التى تعالج اللاعبين الفاشلين على نفقة الشعب – الشعب الذى يأكل من مقالب القمامة - وتعالج الفنانة الراقصة،  وتعالج زوجة الوزير الملياردير ، الدولة العظيمة وسعها أن تقوم على رعاية هؤلاء ولم يسعها أن تقوم على أمر فتيات فى عمر الزهور جريمتهن أنهن يقلن ربنا الله مع أن هذا حق كفله لهن دستور الدولة !! هذا والذى بعث محمداً بالحق هو عين قهر الرجال ! يا شيخ الأزهرو يا مفتى الديار ما هو عملكم ؟ وما هى وظيفتكم ؟ وأى إجابة أعددتم ليوم تبلى فيه السرائر ؟ حين تقفون بين يدى جبار السموات والأرض فى يوم مقداره خمسين  ألف سنة فيسألك يا شيخ الأزهر عما فعلته لامرأة مصرية نصرانية دخلت فى دين الله ثم روادوها عن دينها وسمعت بها وأنت من أنت فى منصبك فماذا فعلت لها ؟

خالد حربى الذى يقبع فى غياهب السجن لأنه قام بفرض كفائى أسقط به الإثم عنا جميعاً ، ومع ذلك فلا يجد من يهتف باسمه ويتبنى حملة للإفراج عنه ، فأى عجز هذا وأى قهر وذل ومهانة ؟ من أحق بأن تقوم الجماهير لأجله ولا تقعد ، خالد حربى أم خالد سعيد رحمه الله ؟
يا أخ خالد بصراحة ووضوح أنت وحدك وليس معك و لك إلا الله ، والأمة خارج الخدمة حتى إشعار آخر ، يا أخ خالد لا تعول على واحد من الخلق كائناً من كان ، إغسل يدك من الجميع ، وآيس من الكل ، واشخص ببصرك إلى السماء ، وتذكر إبراهيم الخليل ليكون السجن برداً وسلاماً ، وانزل حاجتك بالله ، ولا يشغلنك ولد ولا زوجة فليس الله بالذى يسلم أولياءه .
يا خالد حربى إن كنت فعلت ما فعلت لله فلا تنتظر المدد والعون إلا منه ولا يتعلق قلبك بسواه .
يا خالد حربى لا نامت أعين الجبناء ، أنا أشعر بالعار وأنا بين أولادى وفى غرفتى وعلى فراشى آمناً مطمئناً .
سامحنى يا أخ خالد ، سامحنا جميعاً ، فقد استمرئنا الخنوع ، واستسغنا الذل ، ولم نعد نستقبح العار،  وأدمنا مشاهدة الذئاب تختطفنا واحداً تلو الآخر .
يا خالد حربى أقول لك ما قيل للإمام أحمد فإنه لما كان فى أيام محنته وبينما هو محمول إلى الخليفة عبر إليه لص فقال يا إمام إنى ضربت ألف سوط فى الشيطان وها قد برئت وأنت تضرب فى الله فاصبر.
يا خالد يا حربى الدنيا تمر والعمر إلى فناء ومهما طالت المحن فإلى نهاية ويبقى الأجر إن شاء الله .
يا خالد حربى تذكر أن الذى قمت لأجله ، وجاهدت فيه ، وخوفت فى جنبه يراك ، وهو مطلع عليك الآن ، ولعله يذكرك بالإسم فى ملأ كريم ، بل لعله قال لملائكته أشهدكم أنى أحب عبدى خالد حربى ، وأنى رضيت عنه،  وغفرت له ، فليعمل ما شاء .
اللهم إنا نشهدك فيما نعلم وأنت الأعلم أن عبدك خالد حربى حُبس فيك ، اللهم واربط على قلبه فلا يحس جزعاً ولا خوفاً ، واربط على بطنه فلا يجد جوعاً ولا عطشاً ، واربط على عقله فلا يصيبه هم ولا قلق ، اللهم واجعله فى فرح وسرور وطمأنينة ، وانزل السكينة عليه وعلى أهله وأحبابه ، واغفر له بذلك ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وارزقه عز الدنيا ونعيم الآخرة ، واخلفه فى ماله وأهله وولده ، اللهم واغفر لنا التقصير والعجز،  ومكن لدينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين

أما من حبسوه فأقول لهم وماذا بعد ؟ ماذا بقى ؟ سقطت آخر ورقة توت ، ولم يعد هناك ما يقال ، الأمر أوضح من أن يوضح وأعظم من أن يسكت عنه ، وأخطر من أن يستهان به ، ماذا بعد ذلك ؟ أين تذهبون بنا ؟ إلى الله المشتكى .